تستعد الأرجنتين والبرازيل لاستكمال مسيرتيهما بتصفيات أمريكا الجنوبية
المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 بجنوب أفريقيا عندما تلعب
الأولى غدا السبت والثانية يوم الاثنين المقبل ضمن منافسات الجولة السابعة
من التصفيات.
ولكن لا يبدو أن جماهير البلدين ستكون لديهما نفس المشاعر أثناء تشجعهما
لمنتخبيهما خلال الأسبوع المقبل ، فالمنتخب الأرجنتيني الشاب ، الذي يعتمد
في تكوينه على عدد من النجوم الكبار مثل ليونيل ميسي ، عاد لتوه من دورة
الألعاب الأولمبية "بكين 2008" التي جرت في الشهر الماضي محرزا ذهبيته
الأولمبية الثانية على التوالي.
أما المنتخب البرازيلي فقد فشل من جديد في إحراز أول ذهبية أولمبية في تاريخه ، واكتفى بالمركز الثالث والميدالية البرونزية.
ولكن حتى بعيدا عن أولمبياد بكين ، فإن الأرجنتين تحتل المركز الثاني
بتصفيات أمريكا الجنوبية حاليا برصيد 11 نقطة من ست مباريات. بينما تحتل
البرازيل المركز الخامس برصيد تسع نقاط.
ولو انتهت التصفيات على هذا الحال ، فستحتاج البرازيل الحائزة على لقب
بطولة كأس العالم خمس مرات للفوز في دور فاصل من مباراتي ذهاب وعودة على
أحد منتخبات منطقة الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي)
حتى تتمكن من المشاركة في كأس العالم 2010 .
لذلك فليس من الغريب أن يعاني كارلوس دونجا مدرب المنتخب البرازيلي من
ضغوط شديدة حاليا. وينتظر أن تكون مباراتا البرازيل المقبلتان في التصفيات
أمام شيلي يوم الاثنين المقبل في سانتياجو ثم أمام بوليفيا بريو دي جانيرو
يوم الخميس التالي مصيريتين.
وفي محاولة لتهدئة الأجواء المشحونة تماما ، أصر دونجا على أن مشوار التصفيات "لن ينته اليوم".
وصرح المدرب البرازيلي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا "لا يوجد
أي شعور باليأس. فالموجود هو رغبة قوية في إظهار قدراتنا بشكل أفضل ، إلى
جانب الرغبة التقليدية في الفوز التي تراود كل من يرتدي قميص المنتخب
البرازيلي".
وأشاد دونجا بمستوى المنتخب الشيلي قائلا "إنهم لم يصلوا إلى المركز الرابع بتصفيات كأس العالم بالصدفة".
ولذلك يعد لاعبو البرازيل أنفسهم لمباراة صعبة يوم الاثنين ، ويأملون في
تسجيل هدف مبكر بهذه المباراة من أجل التخلص من الضغوط النفسية.
وقال رونالدينيو "سيكون على خصمنا أن يبادر بالهجوم ، وهذا الأمر سيترك
لنا مساحات في الملعب وسيسمح لنا باللعب بسرعة أكبر .. تمتلك البرازيل
لاعبين شديدي الخطورة في الهجمات المرتدة. ولا شك في أن بدء المباراة
بالتقدم سيكون حاسما في تحديد نتيجة اللقاء".
وكان رونالدينيو نفسه قد اتهم الجماهير البرازيلية مؤخرا بأنها تعتبر
المركز الثاني سيئا بقدر المركز الأخير. ويدرك المنتخب البرازيلي بأسره أن
جماهيره ليست راضية عن عروضه وأدائه حتى الآن في تصفيات كأس العالم أو حتى
في أولمبياد بكين.
وفي آخر مباراة لعبها المنتخب البرازيلي على أرضه في بيلو هوريزونتي في
حزيران/يونيو الماضي ، أطلقت الجماهير البرازيلية صفارات الاستهجان ضد
فريقها ووصفت دونجا بأنه "حمار". لذلك فإن مباراة المنتخب البرازيلي
التالية على أرضه يوم الخميس المقبل أمام بوليفيا لن تكون بالضرورة تجربة
سعيدة للفريق.
وبالعكس ، فإن الأرجنتين تعيش حاليا أسعد أيامها ولو على الأقل بالوقت
الراهن. حيث تحتل المركز الثاني بالتصفيات ، ولديها الفرصة لانتزاع
الصدارة غدا السبت عندما تستضيف باراجواي التي تحتل المركز الأول
بالتصفيات برصيد 13 نقطة من ست مباريات.
وقد يلعب نجم المنتخب الأرجنتيني الأولمبي أنجيل دي ماريا مباراة الغد ضمن
التشكيل الأساسي للأرجنتين إلى جانب النجوم ميسي وخوان رومان ريكيلمي
وخافيير ماسكيرانو وكارلوس تيفيز.
بينما تستضيف كولومبيا ثالث التصفيات منتخب اراجواي في مباراة أخرى غدا ،
فيما تلتقي الإكوادور مع بوليفيا وتحل فنزويلا ضيفة على بيرو ، صاحبة
المركز الأخير بالتصفيات برصيد ثلاث نقاط.
وفي وقت لاحق من الأسبوع تستضيف باراجواي فنزويلا في الساعات الأولى من
صباح يوم الأربعاء الذي سيشهد كذلك مباريات أورجواري مع الإكوادور وشيلي
مع كولومبيا والبرازيل مع بوليفيا وبيرو مع الأرجنتين.
وخلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم في أمريكا الجنوبية ، تلتقي جميع
منتخبات القارة العشر مع بعضها البعض في مباريات ذهاب وعودة. ويتأهل أصحاب
المراكز الأربعة الاولى في الترتيب النهائي بالتصفيات إلى نهائيات كأس
العالم مباشرة ، بينما يلتقي الفريق صاحب المركز الخامس مع ممثل من مجموعة
كونكاكاف في دور فاصل من مباراتي ذهاب وعودة.