مر سيفوري .. من أروع اللاعبين الذين رأيتهم .. مارادونا الستينيات كما لقب بعد ظهور مارادونا .. أسطورة اليوفي ورابع هداف بتاريخ هذا النادي .. نظرته الثاقبة وتسديداته الدقيقة جعلت منه هدافا متميز وصانع العاب من الدرجة الأولى .. أجمل ما يتميز به سيفوري هو مراوغاته .. يراوغ كما لو انه لا يبذل جهدا .. يمر بسهولة من المدافعين بطريقة غريبة .. هذا اللاعب تلقى ركلات مؤلمة وضربات عنيفة على وجهه وقدميه من المدافعين بسبب قصر قامته وجسده النحيل جدا واسلوبه المستفز في اللعب .. أجل .. مراوغاته وطريقته بالإحتفاظ بالكرة تستفز المدافعين .. مما يجعلهم ينفسون عن غضبهم بركله وضربه عمدا دون الاهتمام بالكرة .. وقد نتج عن هذا الكثير الكثير من المشاحنات بينه وبين لاعبي الفريق الخصم .. ما جعلني اكتب عن هذا اللاعب هي آخر مباراة لعبها بمشواره الرياضي مع نابولي ضد فريقه السابق اليوفي الذي شهد فيه اروع لحظات مسيرته الكروية .. في آخر مباراة له حصل على بطاقة حمراء نتيجة عرقلة لاعب اليوفي فافالي .. يالسخرية القدر .. ان تتحصل على بطاقة حمراء في آخر مباراة وامام فريقك المفضل .. ربما هو اسوأ ما قد يحصل للاعب اسطوري ..
مارتشلو ليبي : كلما أتحدث معه (سيفوري) عن اليوفي .. تلتمع عيناه !!
أشهر ركلات جزاء .. أجل .. أشهر ركلات جزاء هي التي كانت في نهائي 94 .. وأشهر ركلة جزاء ضائعة هي ركلة روبي باجيو .. ولكن حتى لو كان روبي قد سجل تلك الركلة فقد بقي ركلة جزاء واحدة للبرازيل وكان احتمال تسجيلها كبيرا .. الحارس الكبير جيانليوكا باليوكا يقول : حتى لو سجل باجيو تلك الركلة كانت لتبقى ركلة اخيرة للبرازيل .. لذا الذنب ليس ذنب باجيو بل ذنب من اضاع الركلات الترجيحية قبل باجيو .. يقصد بهذا باريزي وماسارو .. في مقابلة مع باريزي سإل عن ركلة الجزاء الاولى التي اضاعها امام البرازيل .. قال : الى الآن انا لا اعرف كيف ضاعت الكرة !! اما الأسطورة روبيرتو باجيو ..
كيف كان شعورك عندما أضعت ركلة الجزاء أمام البرازيل عام 1994 ؟
عندما يطرح هذا السؤال لأجيب عليه أحس بشعور حزين مر أشبه بشرب العلقم .. لا أستطيع أن أعبر عن شعوري
بلساني وما يعبر عن شعوري هي دموعي التي تسكب كالماء عندما أتذكر بأنني أضعت ضربة الجزاء الحاسمة ..
مـاشعورك بعد طيران الكرة لـ سماء لوس أنجلوس ؟ وماذا كنت تتوقع أن يكون مصيرك بعد المباراة ؟
بصراحة .. توقعت أن يحلل دمي وأن أقتل .. وفي تلك اللحظة قلت لنفسي : أستحق ذلك !
أعتقد ان روبي باجيو فكر في احتمال القتل لأنه في تلك البطولة تم اغتيال المدافع الكولومبي اسكوبار بسبب احرازه هدفا في مرمى فريقه ..
ذلك النهائي قلب مسيرة روبي باجيو رأسا على عقب .. عندما طارت الكرة في سماء لوس أنجلوس التي تقع بها هوليوود مدينة السينما .. ظل روبي واقفا دون حراك فوق نقطة الجزاء لدقيقة تقريبا .. ظل واقفا يحاول استيعاب الصدمة والى جانبه تافاريل ورفاقه ورقصات السامبا البرازيلية احتفالا باللقب الرابع .. مشهد سينمائي بالفعل ..
أسطورة الانتر .. جيوسيبي مياتزا .. أول لاعب ايطالي اشتهر حول العالم .. اللاعب الذي تحداه صديقه وزميله بالمنتخب حارس اليوفي جيامبييرو كومبي قائلا ان مياتزا لن يستطيع ان يراوغني ويحرز هدفا علي .. فما كان من مياتزا الا ان فعل اكثر من ذلك .. استلم الكرة من منتصف الملعب في المباراة بين اليوفي والانتر وراوغ نصف الفريق وتجاوز الأسطوري كومبي وأحرز الهدف ليقف كومبي مباشرة ويصافح مياتزا بروح رياضية ليخبره انه ربح التحدي .. هذا اللاعب الأسطوري مع ما يملك من مهارات وشهرة كان ينام في الصباح ويستيقظ بالليل بسبب كثرة سهراته .. حتى انه قد تأخر عن احدى مبارايات الأنتر المهمة لأنه ظل نائما لوقت متأخر وهي ليست المرة الوحيد التي يفعلها ..
"من حسن حظي ان منزلي كان قرب الملعب وقد استطعت الوصول الى هناك متأخرا .. أعضاء الفريق والمدرب كانوا ينظرون الى بإستنكار
وغضب .. كانت تفصلنا خمس دقائق على ركلة البداية عندما وصلت .. بسرعة البرق غيرت ملابسي وانضممت الى الفريق داخل الملعب ..
وقد سمعت احد مدراء الانتر يقول : سنتفاهم معه بعد المباراة ! .. لحسن الحظ احرزت 3 أهداف .. لذا بعد نهاية المباراة ..
لم يقل احدهم حرفا !!"
سأكسر قدمك .. وعندها لن تشارك في كأس العالم !!!
هذه العبارة المليئة بالحقد والكراهية قالها احد لاعبي فينيزيا لروبيرتو باجيو في المباراة بين بريشيا وفينيزيا موسم 2001/2002 .. وبالفعل .. اصيب باجيو بتلك المباراة اصابة خطيرة بركبته هددت مشواره الرياضي .. وساهمت في عدم استدعاء تراباتوني لباجيو رغم ان جماهير ايطاليا كلها شنت حملات ومظاهرات تطالب بها تراباتوني ان يستدعي باجيو لكأس العالم بكوريا واليابان .. اللاعب الذي عرقل باجيو كان كأنه يريد ان يصيب قدم باجيو وليس الكرة .. وكان له ما اراد .. في ذلك الموسم اصيب باجيو اصابتين بركبته ولكنه رغم ذلك احرز 11 هدفا في 10 مباريات وتم اختياره افضل لاعب بالكالتشيو بذلك الموسم .. امر غريب .. لاعب قضى حياته كلها من اصابة الى اصابة .. ولكنه يبدع لدرجة العبقرية وكأنه ابن العشرين بل وكأنه لم يصب في حياته .. كلنا رأينا ماذا حدث لرونالدو البرازيلي في اول اصابة في الرباط الصليبي .. انخفض آداءه وانخفضت سرعته بدرجة واضحة جدا .. وكذلك الأمر ايضا لأليكس دلـ بييرو الذي اصيب في الرباط الصليبي بالركبة وتغير آداءه 180 درجة .. باجيو اصيب في الرباط الصليبي وهو في الـ 20 من عمره ..ولكن ظل آداءه خياليا رغم هذه الاصابة .. ويقول : لولا تلك الاصابة لما كانت طريقة لعبي كما تشاهدونها الآن !! كيف كانت لتكون اذا ؟! رغم تلك الاصابة اللعينة شاهدنا مارادونا يقول عنه انه اكثر من قارب مستواه .. فماذا كان ليكون باجيو لولا تلك الاصابة ؟!
ماتيو سيرافيني .. انا واثق ان 90% من الأعضاء هنا لا يعرفون هذا الاسم .. حتى الفنان اليكس دلـ بييرو لا يعرفه .. اليكس : سيرافيني ؟! انا لم اسمع به من قبل .. ولكن هدفه الأول ذكرني بمارادونا .. هدفه الأول ؟! اذا لابد ان هناك هدف ثاني .. في الواقع هناك هدف ثالث ايضا .. على من سجل سيرافيني هذا الهاتريك .. جيجي بوفون .. أقوى حارس بالعالم في العقد الأخير .. الهدف الأول الذي احرزه سيرافيني لاعب بريشيا بذلك الوقت ضايق بوفون ولكنه لم يظهر ردة فعل .. اما الهدف الثاني بطريقة اكروباتية رائعة جعل بوفون يغضب وينفعل .. اما الهدف الثالث بتسديدة قوية ضربت بطن القائم ودخلت المرمى رغم قفزة رائعة من بوفون .. جعلت بوفون ينظر الى هذا اللاعب وهو يضحك بإستغراب وتعجب .. هذه المرة ردة فعل بوفون كانت الضحك والابتسام وكأنه يقول : شر البلية ما يضحك .. اما ماتيو سيرافيني : لقد كان يوما غريبا لي ولبوفون ايضا .. هو اعظم حارس بالعالم و .. في الحقيقة .. ما اردته في تلك المباراة ان اتبادل القميص معه .. ولكنه كان قد اعطى قميصه لشخص آخر .. هذه المباراة كانت في السيريا ب بين اليوفي وبريشيا موسم 2006/2007 .. انتهت بفوز بريشيا 3/1 على ما اذكر .